خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الربيع

الربيع

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

هاشم غرايبة

أحب طقس بلادنا.. أحب تبدل الفصول.. ما أجمل الربيع!
يتفق الناس على تمجيد الربيع .. الربيع حلم البشرية الأزلي بالشباب الدائم، ويختلفون حول الشتاء واستحقاقاته المكلفة، وتتباين المشاعر حيال الخريف وطقوسه المشاغبة. أما الصيف فله خصومه البينون، مع أنه أسلس الفصول حضوراً، وأوفرها عطاء.. أطلق شكسبير على إحدى مسرحياته الكوميدية اسم حلم ليلة صيف وختمها بقوله وكل من لا يصدق أن تلك الأحداث الغريبة قد حدثت في الواقع فليس هناك ما يمنع أن يعتبرها مجرد حلم ليلة صيف.. وكأن أحلام الفصول الأخرى أكثر صدقاً من أحلام الصيف!.. وقالوا في الأمثال: سحابة صيف تعبيراً عن مشكلٍ عابر سريع الانقشاع، أو كناية عن أمر طارئ لا يضر ولا ينفع ! مع أن غيوم الصيف هامة، وظهورها ليس أمراً نادراً في كثير من أرجاء العالم، وغيوم الصيف عادة ما تأتي رقيقة ناعمة تبشر بليلة نديّة، يطيب مع حضورها السهر مع العائلة، أو المشي مع الصديق حتى الصباح. وتسخر أغنية عراقية شهيرة من غيوم الصيف، وتدمغها بالكذب: أنا مو قلت لك غيوم الصيف كذابة ولا تمطر! لكن لولا غيوم الصيف، وندى الصبح؛ لما عرفنا خضار الصيف البعلية: البامياء واللوبياء والقثاء والبندورة البلدية.. ولما استدارت أقراص عباد الشمس مزهوة بعشقها للنور! هل أعود معكم إلى ذكريات الربيع اللوز والخبيزة والفول الاخضر والعكوب والعريشة والعرزال، ونجوم الليل المبللة بالندى، والفمر يبني من الغيوم دارا ودوارا، وصباحات الحواكير تقطر عسلا بريا.. هل نتحدث عن العُزب في الكروم، والنوم في عريشة القصب.. طبعاً هذه الأيام لابد من شرح كلمة العُزُب لرواد الانترنت والمقاهي المكيفة التبريد: العزب: رجل عَزَبٌ ومِعْزابة: لا أَهل له؛ وعَزَبٌ: لا امرأة معه، وعَزبَةٌ: لا زَوْجَ لها؛ أَيضاً، والمِعْزابَةُ: من يَعْزُبُ بماشيته عن الناس في المَرْعَى. والعُزب عند الأرادنة هو الإقامة في البرية، وعادة ما تكون خربوشا أو خيمة، الهدف من هذه الإقامة الموسمية حماية المحصول وجمعه، فيقيم الكرّامون عرايش وعرازيل في كرومهم، والمزارعون ينصبون خيماً، أو خرابيش، او معرشات من القصب في حقولهم.. وجداتنا كنّ يذهبن في الربيع للعزب مع قطعان الغنم لجني اللبن والسمن والجميد..
الخروج من بيوت المدر والحجر للإقامة في الخيمة مكان في ذاكرتنا الشعبية، وهناك ما لا يحصى من الحكايات الشفوية عن حياة العزب التي تستحق التدوين. أحب الربيع ولا أتذمر من حر الصيف، ولا أشكو من برد الشتاء، ولا أنزعج من غبرة الخريف.
كله تمام.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF